رحلة تعزيز قدرات الاستجابة الطارئة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

 

في عالم تصبح فيه الأزمات وحالات الطوارئ في انتشارٍ متزايد، يعد بناء مجتمعات منيعة وتمكين منظمات المجتمع المدني من الاستجابة بفعالية أمرًا بالغ الأهمية. بفضل جهود التعاون مع “المحطة” شريك شبكة الابتكار للتغيير في العراق انبثقت قصة نجاح رائعة من العراق ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ركزت هذه الرحلة على تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في التخطيط للاستجابة لحالات الطوارئ، والمنعة، والتكيف. من خلال التدريب العملي والدعم المستهدف، لم تحقق هذه المبادرة أهدافها فحسب، بل زرعت أيضًا بذور الأمل والجاهزية  لمستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا.

المرحلة الأولى: تحديد الاحتياجات وتطوير مجموعة أدوات عملية

تضمنت الخطوة الأولى فهم احتياجات منظمات المجتمع المدني الإقليمية والمنظمات الأهلية المتعلقة بتخطيط الاستجابة لحالات الطوارئ، والمنعة، والتكيف. حيث تم إجراء تقييم عبر الإنترنت، جمع وجهات النظر القيّمة من النشطاء والعاملين في منظمات المجتمع المدني في العراق. وقد شكّل التقييم الأساس لمجموعة أدوات عملية مصممة خصيصًا للتحديات الاستثنائية التي تواجهها منظمات المجتمع المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المرحلة الثانية: تمكين المدربين والمشاركين

متسلحًا بمجموعة الأدوات، شرع الفريق في إجراء جلستين لتدريب المدربين، الأولى كانت جلسة شخصية في مدينة الموصل في العراق، شارك فيها اثنا عشر ممثلاً عن منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العراق. بعد ذلك، تم عقد جلسة تدريب للمدربين عبر الإنترنت لستة عشر ممثلاً عن منظمات المجتمع المدني من دول مختلفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. زوّد التدريب المشاركين بالمهارات الأساسية في التخطيط لحالات الطوارئ والاستجابة لها، مما أدى إلى تعزيز شبكة من مدافعي الجاهزية في جميع أنحاء المنطقة.

المرحلة الثالثة: تطبيق المعرفة المكتسبة

كان تأثير الدورات التدريبية واضحًا حيث تم تطوير خمسة خطط للاستجابة للطوارئ. من بينها ، برزت ثلاث خطط ، وحصدت 1500 دولار كمنح صغيرة للتنفيذ. تم تصميم هذه الخطط بدقة وركزت على مجالات متعددة مثل الأمن السيبراني وإدارة البيانات والوقاية الاستباقية من العدوى ومنعة المجتمع.

واصل تصل: في الموصل ، العراق، أنشأت مبادرة المنحة الصغيرة هذه شبكة نشطة لأصحاب المصلحة مكرسة لتعزيز منعة المجتمع من خلال المساعدة الطبية الطارئة والوقاية الاستباقية من العدوى. فمن خلال تدريب 60 مشاركًا وإطلاق حملة توعية عبر الإنترنت، وصل المشروع إلى أكثر من 5000 فرد ضمن المجتمع المحلي. شاركت نور، إحدى المتطوعين في المجتمع، رحلتها الملهمة وتم تمكينها بمهارات جديدة للوقاية من العدوى وتقديم الإسعافات الأولية للمحتاجين.

تطوع معنا: هدفت هذه المنحة الفرعية إلى تعزيز قدرات 20 منظمة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الأهلية في الموصل، العراق، وسط التحديات التي جلبتها جائحة كورونا، شارك في ورشة العمل التي استمرت يومين والحملة عبر الإنترنت أكثر من 5000 شخص، مما عزز من قدرات الجاهزية والاستجابة للمنظمات المشاركة. وقد أظهر هذا المشروع كيف يمكن تسخير المعرفة والموارد لحماية الأرواح وتعزيز منعة المجتمع.

العراق الأخضر: هدفت هذه المبادرة إلى تعزيز قدرات الاستجابة لـخمسة عشر منظمة مجتمع مدني عراقية في الموصل. هذه المبادرة تم تمكينها من أجل التصدي للأزمات بفعالية ومناصرة المجتمعات المعرضة للخطر. وقد زوّد التدريب المتكامل الذي استمر لمدة يومين، حول الأمن السيبراني وإدارة البيانات والموضوعات الأخرى ذات الصلة، منظمات المجتمع المدني بالمهارات الأساسية. كما سهّل الدليل التشغيلي الذي قدمه العراق الأخضر الاستجابة الفعالة للأزمات وتحسين التواصل المجتمعي.

النتائج والخاتمة:

من خلال التنفيذ الناجح لهذه المبادرة، تم تعزيز قدرات منظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في العراق ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير. تم تعزيز منعة المجتمع، كما تحسّن التنسيق بين الجهات الفاعلة الرئيسية في التخطيط للاستجابة للطوارئ. من خلال الاستثمار في التدريب العملي ودعم تنفيذ خطط الاستجابة، وتم الحفاظ على الأرواح، وأصبحت المجتمعات أكثر جاهزية لمواجهة تحديات المستقبل.

تعتبر قصة النجاح هذه شهادة على قوة التعاون والأثر التحويلي لتمكين المجتمعات المحلية. إنه يمثل منارة للأمل، ويظهر كيف يمكن للتدابير الاستباقية والتدريب العملي أن يؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقًا وأمانًا للجميع. لقد أحدثت المحطة و مركز الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من شبكة الابتكار للتغيير، جنبًا إلى جنب مع منظمات المجتمع المدني المتخصصة والمنظمات الأهلية، فرقًا ملحوظاً وباتت تعد منارات للإلهام للآخرين الذين يسعون إلى بناء مجتمعات منيعة في جميع أنحاء العالم.

معًا نخلق عالماً أفضل استعداداً لمواجهة حالات الطوارئ والأزمات وجهاً لوجه، بالقوة والرحمة والمنعة.